حملات لترميم المواقع الأثرية التي دمرها داعش في الموصل
شهدت مدينة الموصل العراقية على مر العصور تاريخاً حافلاً بالحضارات والثقافات المتنوعة، مما جعلها موطناً لعدد كبير من المواقع الأثرية والتراثية التي تعكس هذا الثراء التاريخي و للأسف تعرضت هذه المواقع لدمار كبير خلال فترة سيطرة تنظيم داعش على المدينة بين عامي 2014 و2017. دمر التنظيم الإرهابي العديد من المعالم الأثرية والدينية، بما في ذلك المسجد النوري ومنارة الحدباء التاريخية، وأحدث أضراراً كبيرة في مواقع أخرى.
تدمير المواقع الأثرية
خلال سيطرة داعش على الموصل، اتخذ التنظيم من تدمير المواقع الأثرية والثقافية وسيلة لنشر فكره المتطرف والقضاء على تاريخ المدينة وهويتها الثقافية. من أبرز المواقع التي تعرضت للدمار كان المسجد النوري الكبير بمنارته الحدباء الشهيرة والتي كانت رمزاً تاريخياً للمدينة لأكثر من 800 عام كما طال الدمار متحف الموصل الذي كان يضم مجموعة كبيرة من الآثار القيمة من مختلف الحضارات التي مرت على المنطقة وبعد تحرير الموصل في يوليو 2017 و بدأت جهود كبيرة لإعادة ترميم وإعمار ما دمره داعش و شاركت في هذه الجهود العديد من الجهات المحلية والدولية بما في ذلك المنظمات الحكومية وغير الحكومية والمؤسسات الثقافية والأثرية والهيئات الدولية مثل اليونسكو.
رغم التحديات، هناك تفاؤل كبير بإمكانية إعادة إحياء التراث الثقافي للموصل. تستمر الجهود الدولية والمحلية في العمل على مشاريع الترميم، ويتزايد الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي للمدينة. من المتوقع أن تسهم هذه الجهود في تعزيز الهوية الثقافية للموصل وتقديم نموذج للعالم عن قدرة المجتمعات على التعافي وإعادة البناء بعد فترات الصراع والدمار وإن حملات ترميم المواقع الأثرية التي دمرها داعش في الموصل تعد جزءاً من عملية أكبر لإعادة بناء المدينة واستعادة تاريخها وتراثها. يمثل هذا العمل رمزاً للأمل والتجدد، ويعكس إرادة قوية لدى العراقيين والمجتمع الدولي للحفاظ على الهوية الثقافية وإعادة الحياة إلى مدينة عريقة مثل الموصل.
تعليق