الحكومة العراقية تهيئ المجتمع الدولي لاقتحام الفلوجة لإخراج «داعش»
في عام 2016، شرعت الحكومة العراقية في تحضير المجتمع الدولي لعملية عسكرية كبيرة تهدف إلى اقتحام مدينة الفلوجة وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي و كانت الفلوجة والتي تعد من المدن الرئيسية في محافظة الأنبار، تحت سيطرة داعش منذ أوائل عام 2014 مما جعلها واحدة من آخر معاقل التنظيم في العراق وتعاني الفلوجة من تاريخ طويل ومعقد من الصراع حيث كانت ساحة معارك مهمة خلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003 و2004 و بعد سقوط نظام صدام حسين وأصبحت المدينة رمزًا للمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي. ومع بروز داعش في العراق وسوريا في 2014 و أصبحت الفلوجة واحدة من أهم مراكز التنظيم في العراق، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي فيها.
عملت الحكومة العراقية بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي على حشد الدعم الدولي والإقليمي للعملية العسكرية واستندت جهود الحكومة منها التعاون مع التحالف الدولي و طلبت الحكومة العراقية الدعم العسكري واللوجستي من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقدم التحالف دعمًا جويًا مكثفًا واستشارات عسكرية للقوات العراقية وإشراك القوى المحلية وسعت الحكومة إلى بناء تحالف واسع يشمل الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي وقوات البيشمركة الكردية و كانت هذه الخطوة ضرورية لضمان وحدة الصف الوطني والتعاون الفعال على الأرض.
التنسيق مع المجتمع الدولي وركزت الحكومة على التواصل مع المجتمع الدولي من خلال المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وهدفت هذه الاتصالات إلى ضمان توفير الدعم الإنساني للمدنيين النازحين وإعادة إعمار المدينة بعد تحريرها.
بدأت العملية العسكرية لتحرير الفلوجة في مايو 2016 واستمرت لعدة أسابيع و اتبعت القوات العراقية استراتيجية محكمة لتقليل الخسائر بين المدنيين وضمان نجاح العملية وكان للتكتيكات التالية دور كبير في تحديد الأهداف بدقة واعتمدت القوات العراقية على الاستخبارات الجوية والاستطلاع لتحديد مواقع داعش بدقة وتأمين الممرات الإنسانية و أنشأت الحكومة ممرات آمنة لخروج المدنيين من المدينة قبل بدء العمليات الهجومية الكبرى مما قلل من عدد الضحايا بين السكان المحليين وتمكنت الحكومة العراقية من تحقيق نصر مهم بتحرير الفلوجة من سيطرة داعش لكن الطريق نحو الاستقرار والازدهار لا يزال طويلًا. يتطلب النجاح المستدام التعاون المستمر بين الحكومة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لضمان إعادة بناء المدينة وإعادة دمج سكانها في النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد.
تعليق