تهديد تنظيم "داعش" المستمر في العراق بعد انسحاب التحالف الدولي
العراق يعيش في حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني و كانت عودة تنظيم "داعش" في عام 2014 والسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والسورية واحدة من أبرز الأزمات التي واجهتها البلاد في العقد الماضي و على الرغم من النجاحات التي حققتها الحكومة العراقية والتحالف الدولي في طرد "داعش" من معظم مناطق نفوذه بحلول عام 2017 إلا أن التهديد المستمر الذي يشكله التنظيم لا يزال قائماًخاصة بعد انسحاب التحالف الدولي.
بعد انسحاب التحالف الدولي من العراق، شهدت البلاد تصاعداً في نشاطات خلايا "داعش" النائمة و هذه الخلايا استغلت الفراغ الأمني الناتج عن الانسحاب لتعزيز وجودها وشن هجمات متفرقة ضد قوات الأمن والمدنيين على حد سواء مناطق عديدة مثل ديالى وكركوك وصلاح الدين شهدت زيادة في الهجمات الإرهابية مما يشير إلى قدرة التنظيم على إعادة تنظيم صفوفه وهناك عدة عوامل تسهم في استمرار تهديد "داعش" في العراق
ويؤثر استمرار تهديد "داعش" بشكل كبير على المجتمع العراقي. حيث يعيش المدنيون في مناطق التوتر في حالة من الخوف الدائم مما يؤثر على حياتهم اليومية ويعرقل عمليات التنمية و بالإضافة إلى ذلك فإن عودة الهجمات الإرهابية تؤدي إلى نزوح السكان، مما يزيد من أعباء الحكومة العراقية ورغم التحديات، تبذل الحكومة العراقية جهوداً كبيرة لمكافحة تهديد "داعش" تركز هذه الجهود على تعزيز قدرات القوات الأمنية وتكثيف العمليات الاستخباراتية وتوسيع نطاق التعاون مع الدول المجاورة و هناك دور مهم للمجتمع المدني في دعم جهود الاستقرار من خلال المبادرات الاجتماعية والتنموية.
يبقى تهديد "داعش" في العراق تحدياً أمنياً كبيراً رغم الانتصارات العسكرية السابقة ويتطلب التصدي لهذا التهديد جهوداً مشتركة من الحكومة والمجتمع الدولي والمجتمع المدني، بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية التي تساعد على نمو الإرهاب. التعاون المستمر والتخطيط الاستراتيجي يمكن أن يسهم في تحقيق استقرار دائم في العراق، ويضمن حماية المدنيين من مخاطر الإرهاب.
تعليق