في اكتشاف علمي جديد مثير لمحبي النظام الغذائي المتوسطي، قالت دراسة حديثة إنّ حمية البحر الأبيض المتوسط تحسّن معدلات الاستجابة للعلاج المناعي، وتساعد على البقاء على قيد الحياة بدون تقدم في سرطان الجلد في المراحل المتقدّمة.والنظام الغذائي المتوسطي هو طريقة للأكل، تستند إلى الطعام التقليدي لليونان وإيطاليا، والبلاد الأخرى التي يَحدُّها البحر الأبيض المتوسّط، وتمثل الأطعمة النباتية أساسًا للحمية الغذائية، مثل:الحبوب الكاملة والخضراوات والبقوليات والفواكه، المكسرات والبذور والأعشاب والتوابل، زيت الزيتون هو المصدر الرئيس للدهون المضافة، كما تتم إضافة السمك والمأكولات البحرية، الحليب ومشتقاته الدواجن بدرجة معتدلة تؤكل اللحوم الحمراء والحلويات في بعض الأحيان فقط.
العلاج المناعي ويتوقع الخبراء أن يلعب النظام الغذائي دوراً مهماً في نجاح العلاج المناعي، ويتم توسيع التجارب للتحقيق في نتائج أنواع مختلفة من الأورام، بما في ذلك سرطانات الجهاز الهضمي.وبحسب الدراسة الجديدة التي نشرتها منظمة "أمراض الجهاز الهضمي الأوروبية المتحدة"، يرتبط النظام الغذائي المتوسطي بتحسين أدوية العلاج المناعي المسماة مثبطات نقاط التفتيش المناعية (ICIs)، التي حققت نجاحاً كبيراً في علاج سرطان الجلد.تقول لورا بولت، مؤلفة الدراسة، وأخصائية تغذية وطالبة دكتوراه بالمركز الطبي الجامعي جرونينجن في هولندا، إنّ "تثبيط نقاط التفتيش المناعي ليس بالأمر الجديد، ولكنه علاج مثير، وقد أدى إلى تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى السرطان في المراحل المتقدّمة".
وتضيف في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية: "لقد أدى هذا العلاج إلى تغيير كبير في تشخيص السرطان، ورغم ذلك، لا يُظهر جميع المرضى استجابة دائمة لهذه الأدوية، وبعضهم يصابون بآثار جانبية مرتبطة بالمناعة، مثل التهاب القولون (التهاب الأمعاء).وبحسب بولت، حاولت الدراسة الإجابة عن التساؤلات الآتية: لماذا لا يستجيب الجميع للعلاج المناعي؟، كيف يمكننا زيادة فعالية مثبطات نقاط التفتيش المناعية؟،كيف يمكن الحد من الآثار الجانبية؟
تقول مؤلفة الدراسة "في دراستنا، قمنا بجمع استبيانات غذائية من 91 مريضًا، عولجوا بمثبطات من طريق نقاط التفتيش المناعية للورم الميلاني في المراحل المتقدّمة”.وتتابع: "لقد رأينا ارتباطات إيجابية للاستجابة مع نمط غذائي متوسطي، ترتفع فيه نسبة تناول الفاكهة والخضروات والمكسرات والأسماك وأطعمة الحبوب الكاملة ولكن هذه العلاقة تتراجع مع تناول اللحوم الحمراء والمصنعة".وتشير بولت إلى أنّ النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط غني بالعناصر الغذائية مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، والألياف والبوليفينول المعروفة بخصائصها المعدلة للمناعة.
ولدى سؤالها حول مدى فائدة حمية البحر الأبيض المتوسط في علاج أنواع أخرى من السرطانات، قالت مؤلفة الدراسة إنّ مثبطات نقاط التفتيش المناعية باتت تستخدم بشكل متزايد لعلاج أنواع الأورام الأخرى، في المرحلة المتقدّمة، مثل: سرطانات الجهاز الهضمي ،سرطان الخلايا الكلوية، سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، سرطان الرأس والرقبةوتختتم أخصائية التغذية بجامعة جرونينجن حديثها لموقع سكاي نيوز عربية بالإشارة إلى أنّ ثمة تزايد في أعداد الدراسات التي تظهر وجود صلة بين ميكروبيوم الأمعاء والنظام الغذائي والاستجابة للعلاج المناعي، لافتة إلى أنّه من المحتمل جداً أن تكون نتائج هذه الدراسات موضع اهتمام عديد من مرضى السرطان في المستقبل.
تعليق