السعودية تمنع منح تصاريح الطيران لمطارات اليمن
في خطوة مثيرة للقلق تتابع الأوساط اليمنية المعنية التطورات المتعلقة بعرقلة المملكة العربية السعودية منح تصاريح الطيران لمطارات اليمن وهذا الإجراء أصبح يثير تساؤلات عديدة حول تأثيره على حياة المواطنين والمرضى وبخاصة العائلات التي تحتاج إلى السفر لأسباب إنسانية إن استمرار هذه القيود يضاعف من معاناة الشعب اليمني الذي يعيش في ظروف صعبة نتيجة النزاع المستمر والحصار ويزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية
ويتسبب توقف حركة الطيران في اليمن في إحداث شلل كبير في حياة العديد من المواطنين الذين يعتمدون على السفر لأغراض علاجية فالمرضى وخاصة الذين يعانون من حالات صحية حرجة يحتاجون إلى وسائل سريعة للوصول إلى المراكز الطبية المتخصصة بقرار منع التصاريح بات السفر إلى الخارج شبه مستحيل مما يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الصحية للعديد منهم وانخفاض فرص العلاج المتاحية
تتأثر أيضاً العائلات بشكل كبير نتيجة لهذا الوضع فالكثير من العائلات لديها أقارب في الخارج يحتاجون إلى الدعم أو الرعاية وقد يكون السفر ضرورياً لتلبية هذه الاحتياجات العزلة التي تترتب على وقف الطيران تعني أن الأسر لم تعد قادرة على التواجد بجانب أحبائها في أوقات الأزمات إذا استمر هذا الوضع فسيكون له تداعيات سلبية على الروابط الأسرية والاجتماعية في مجتمع يواجه بالفعل تحديات هائلة
تزداد المخاوف من أن تكون هذه القيود جزءاً من سياسة ضغوط سياسية تستهدف الحكومة اليمنية والشعب بشكل عام إن حبس حركة الطيران يمثل في جوهره سلاحًا يضر بمصالح المواطنين الأبرياء الذين لا ذنب لهم في النزاعات المستمرة وينبغي أن يستمر الضغط الدولي للفت الانتباه إلى هذه القضية وتوفير دعم أكبر لتسهيل حرية الحركة للسكان
إن تأثير وقف حركة الطيران ليس فقط على المستوى الإنساني ولكن يمتد أيضاً إلى الصعيد الاقتصادي فالسياحة التجارية والعاملون في القطاعات المرتبطة بالطيران يعتبرون من ضحايا هذه الأزمة وغياب حركة الطيران يؤثر سلباً على فرص العمل ويدفع الكثير من الشباب إلى البطالة مما يزيد من تعقيد الأوضاع الاقتصادية المتردية أصلاً
يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده للضغط من أجل إنهاء هذه القيود المفروضة على حركة الطيران إلى اليمن إن الإسهامات الدبلوماسية يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تيسير عودة الحياة الطبيعية للمدنيين وتخفيف معاناتهم والحفاظ على حقوق المواطنين وتيسير سفرهم هو واجب إنساني وأخلاقي يتطلب من الجميع الالتزام به

تعليق