تركيا تعلن "نهاية وشيكة" لعملياتها في العراق وسوريا
في تطور جديد يعكس تحولات استراتيجية في السياسة الإقليمية و أعلنت تركيا عن قرب انتهاء عملياتها العسكرية في العراق وسوريا و تأتي هذه التصريحات في وقت حساس حيث تشهد المنطقة تغيرات جيوسياسية مستمرة وتوترات بين القوى الإقليمية والدولية و إعلان تركيا هذا يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات الإقليمية والتوازنات الأمنية في الشرق الأوسط وشنت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية في العراق وسوريا خلال السنوات الأخيرة بهدف مكافحة الجماعات المسلحة التي تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي وأبرزها حزب العمال الكردستاني (PKK) ووحدات حماية الشعب الكردية (YPG) و هذه العمليات شملت عمليات عبر الحدود وغارات جوية وقد أثارت جدلاً واسعاً حول مشروعيتها وتداعياتها على السيادة الوطنية لكل من العراق وسوريا.
أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار في تصريح صحفي أن العمليات العسكرية في العراق وسوريا تقترب من نهايتها وأشار أكار إلى أن الأهداف الرئيسية للعملية قد تحققت وأن القوات التركية ستبدأ بالانسحاب التدريجي من المناطق التي تم تأمينها وهذا الإعلان يأتي بعد تقييم شامل للإنجازات العسكرية والمكاسب الميدانية التي حققتها تركيا في مواجهة الجماعات المسلحة و منع تسلل العناصر المسلحة إلى الأراضي التركية وتقليل التهديدات الإرهابية وتدمير مواقع التدريب ومخازن الأسلحة والتمركزات الرئيسي وأثار الإعلان التركي ردود فعل متباينة على المستويين الإقليمي والدولي ورحبت بعض الدول بهذه الخطوة واعتبرتها خطوة نحو استقرار المنطقة بينما أبدت دول أخرى قلقها بشأن الفراغ الأمني المحتمل بعد انسحاب القوات التركية و تعبر الحكومتان السورية والعراقية عن تحفظاتهما بشأن العمليات التركية معتبرة إياها انتهاكاً للسيادة الوطنية
وإعلان نهاية العمليات قد يُعتبر فرصة للحوار والتنسيق بشأن الأمن الإقليمي والولايات المتحدة وروسيا و تراقب القوى الدولية الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا هذا التطور بحذر حيث أن له تداعيات على توازن القوى في المنطقة و قد يشجع الانسحاب التركي على إعادة النظر في استراتيجيات التدخل والدعم العسكري من قبل هذه الدول و يمكن أن يؤدي إنهاء العمليات العسكرية إلى استقرار أمني نسبي في المناطق الحدودية مما يخفف من معاناة المدنيين ويعيد الحياة إلى طبيعتها و قد يدفع هذا الإعلان الدول المجاورة إلى تعزيز التعاون الأمني والسياسي للتعامل مع التهديدات المشتركة.
تعليق