حركة يمنية جمعت بين الزيدية والنهج الإيراني والحكم العائلي
تعتبر جماعة الحوثيين إحدى القوى الرئيسية في الساحة السياسية والعسكرية في اليمن،حيث يعكس تاريخها وأفكارها مزيجًا معقدًا من الخلفيات الدينية والثقافية والسياسية و يمثل الحوثيون جزءًا أساسيًا من النزاع اليمني والذي أثار اهتمام العالم برمته والجذور الدينية للحوثيين تعود إلى المذهب الزيدي وهو إحدى الفروع الشيعية و يعتنق الزيدية نحو 30٪ من اليمنيين وتمتلك هذه الفرقة التأثير الكبير في البلاد خاصة في المناطق الشمالية و يؤمن الحوثيون بأفكار زيدية تحمل رؤية معينة للعدالة الاجتماعية والحكم الشرعي.
إلى جانب الأبعاد الدينية وتمتد تأثيرات الحوثيين لتشمل النهج الإيراني، حيث تظهر تداخلات وتأثيرات من الثقافة والممارسات الإيرانية و يشمل ذلك تقديم الدعم اللوجستي والعسكري من قبل إيرانو الذي يعزز قدرات الحوثيين ويجسد العلاقة الاستراتيجية بين الطرفين بالإضافة إلى ذلك، يتميز الحوثيون بنهج عائلي حيث يشكلون هيكلًا تنظيميًا يعتمد على القيادة العائلية و يقودهم زعيمهم عبد الملك الحوثي، ويتمتع بتأييد وولاء العديد من الأفراد من عائلته ومن حوله و ينعكس هذا النهج في الهيكل التنظيمي للجماعة وفي الطريقة التي يديرون بها شؤونهم الداخلية والخارجية.
تأثير الحوثيين يتجاوز النطاق الديني والثقافي ليمتد إلى الساحة السياسية والعسكرية و شاركوا بنشاط في النزاع اليمني، وتمكنوا من السيطرة على مناطق مهمة في الشمال والغرب من البلاد مما أدى إلى تعقيد المشهد السياسي وتأزيم الأوضاع الإنساني وفي ظل هذا السياق، تظهر جماعة الحوثيين كلاعب رئيسي يجمع بين الزيدية والنهج الإيراني والحكم العائلي و يتطلب فهم أعمق للحوثيين فهم تلك الديناميات المعقدة التي تشكل طابعهم الفريد والتي تلعب دورًا حاسمًا في توجيه مسار النزاع في اليمن وتحديد مستقبله.
تعليق