تنظيما القاعدة والدولة الإسلامية يوسعان حركتهما في مالي والساحل
تشهد منطقة الساحل الإفريقي تحديات أمنية خطيرة تتمثل في توسُّع نشاط تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" في مالي خصوصًا مما يثير قلقًا دوليًا بشأن استقرار المنطقة. يعزى هذا التوسُّع إلى مجموعة من العوامل التي تتراوح بين الفراغ الأمني والاستقرار السياسي إلى التحالفات المحلية والتأثيرات الاقتصادية السلبية وتشهد المنطقة تنافسًا مستمرًا بين تنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" لتعزيز تأثيرهما وجذب الانتباه الدولي ويتبارون في استغلال الفوضى والصراعات المحلية لتوسيع نفوذهما وتعزيز تجنيد المقاتلين.
تستفيد الجماعات المتطرفة من تحالفات محلية وصراعات عشائرية في المنطقة، مستفيدةً من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي و يتيح ذلك لهم تكوين تحالفات استراتيجية تسهم في تحقيق أهدافهم بفعالية وتعتبر الفقر والبطالة من العوامل الرئيسية التي تشجع الشبان على الالتحاق بصفوف هذين التنظيمين وتقدم هذه الجماعات وعودًا بالأمان الاقتصادي والاجتماعي مما يجعلها جاذبة للفئات الضعيفة اقتصادياً.
يستفيد تنظيما القاعدة و"الدولة الإسلامية" من الفراغ الأمني والتحديات السياسية في المنطقة لتعزيز توسعهما و يستغلون الهشاشة السياسية لتأسيس مراكز لهم وتنظيم أنشطتهم بشكل فعال وتسهم الصراعات الإقليمية في توسيع نشاطات هذين التنظيمين، حيث تؤثر الأوضاع في ليبيا والصحراء الكبرى على استقرار المنطقة وتوفير مزيد من الفرص لتنظيمي القاعدة و"الدولة الإسلامية" لتحقيق أهدافهما وتقوم الحكومات المحلية بالتعاون مع قوات دولية بجهود للتصدي لتوسع هذين التنظيمين ومع ذلك يتطلب التصدي لهذه التحديات تكثيف الجهود الأمنية والتنموية للقضاء على جذور الإرهاب والتطرف في المنطقة.
تعليق