استخدمت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانيًا، الألغام كسلاح فتاك لاستهداف وشل الحياة وليس للأغراض العسكرية، ووثق المرصد اليمني للألغام مقتل ٤٢ مدنيًا وأصيب ٦١ آخرين منذ مطلع يناير الماضي وحتى منتصف فبراير الحالي، كان آخرها مقتل ٣ أطفال في "حيس" إثر انفجار لغم في ملعب ترابي لكرة القدم. وكشف المرصد اليمني في بيان، عن توثيق مقتل وإصابة نحو ١٠٣ مدنيين، جراء انفجار ألغام زرعتها ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، في عدد من محافظات خلال شهر ونصف الشهر.
وقال المرصد إن الحادثة الأخيرة، أسفرت عن مقتل ٣ أطفال في مديرية حيس بمحافظة الحديدة إثر انفجار لغم في ملعب ترابي لكرة القدم.
ولفت المرصد إلى أن ذلك، يكشف إلى أي مدى استخدم الحوثيون الألغام كسلاح فتاك لم يكن أبدًا لأغراض عسكرية بل لاستهداف وشل الحياة.
وكان المرصد وثق خلال شهر يناير الماضي وقوع ٤١ حادثة انفجارات ألغام وذخائر متفجرة وعبوات وقذائف من مخلفات الحرب في تسع محافظات يمنية، خلفت هذه الحوادث ٧٤ ضحية بين قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.
وقال المرصد في بيان سابق له "سجلنا ووثقنا سقوط ٣٢ قتيلا بينهم ١٤ طفلا وامرأة واحدة، فيما بلغ عدد الجرحى ٤٢ جريحا منهم ١٥ طفلا وإصابة امرأة، كما أن عددا من هؤلاء الجرحى مجبرون على مواصلة حياتهم بإعاقات مستديمة". وأضاف: "الصورة الأكثر قتامة كانت في محافظة الحديدة حيث تصدرت قائمة أكثر الضحايا، إذ تم تسجيل وتوثيق سقوط ١٨ قتيلا مدنيا منهم ٨ أطفال وامرأة، فيما بلغ عدد المصابين ٢٠ جريحا بينهم ١١ طفلا في المحافظة الساحلية وتوزع باقي الضحايا من القتلى والجرحى في محافظات الجوف ومأرب وصعدة وحجة وشبوة وأبين والبيضاء وفي مديرية نهم بمحافظة صنعاء".
وقال فارس الحميري، المدير التنفيذي للمرصد اليمني للألغام: "إن شهر يناير مثل بداية سنة سيئة لعدد من الأسر اليمنية التي فقدت عائلها أو أحد أبنائها، لقد شهدنا تصاعدا كبيرا في الخسائر البشرية والمادية التي خلفتها حوادث انفجارات الألغام التي زرعها الحوثيون، والعبوات والمقذوفات من مخلفات الحرب خلال شهر يناير الفائت مقارنة بالأشهر الماضية من سنوات الحرب الأخيرة".
وتابع "الحميري": برغم انخفاض حدة العمليات العسكرية خلال الأشهر الماضية، إلا أن الألغام ومخلفات الحرب استمرت في قتل وإصابة المدنيين، لتفاقم المعاناة وتعرقل عودة بعض الأسر النازحة الى منازلها والمزارعين الى أعمالهم. وأضاف "حياة السكان في محافظة الحديدة تحديدا وباقي محافظات البلاد معرضة للخطر حاضرا ومستقبلا، ما لم يتم وقف زراعة المزيد من الألغام وتوسيع أنشطة الإجراءات المتعلقة بإزالة مخلفات الحرب ووضع تدابير فورية لحماية المدنيين".
وتتهم الحكومة المعترف بها ومنظمات حقوقية، ميليشيا الحوثي الإنقلابية بزرع ألغام في معظم مناطق اليمن، واستخدامها خلال الحرب كاستراتيجية لمنع تقدم القوات الحكومية. وتقول وزارة حقوق الإنسان اليمنية، إن ميليشيا الحوثي متهمة بزرع أكثر من مليون لغم في المحافظات اليمنية منذ بداية الحرب عام ٢٠١٥، في نسبة تعتبر الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية. كما قالت الحكومة إنها تحتاج إلى ٤٨ مليون دولار لدعم عمل الفرق التابعة لها من أجل نزع الألغام.
تعليق