بالتزامن مع استمرار الاحتجاجات الشعبية في إيران للأسبوع الثانى على التوالي، شهدت جلسة البرلمان الايرانى انقساما حادا بين نواب المجلس حول المظاهرات وتعامل النظام القضائي والقوات الأمنية، ففي حين يتبنى البعض وجهة نظر الحكومة بأنها احتجاجات مدبرة من الخارج، يرى آخرون أن النظام يجب أن يستمع لمطالب المتظاهرين الشرعية.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن العضوة بالبرلمان زهره سادات لاجوردي قالت، إن الاحتجاجات الأخيرة ينظمها أعداء إيران، وطالبت بمعاقبة المشاركين بقوة.وعلى النقيض، قال جلال رشيدي كوشي، العضو بلجنة الشؤون الداخلية، إنه طالما لم تتعامل الحكومة مع القضايا الحالية بموضوعية، لن يسير أي من الأمور في البلاد بصورة صحيحة. وأضاف أن نظريات المؤامرة والاتهامات والعنف والنفاق السياسي لن تحل الاضطرابات أو تحرك البلاد إلى الأمام.
وتتواصل الاحتجاجات في إيران لليوم الـ13، وقالت وسائل إعلام رسمية ومستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، إن شرطة مكافحة الشغب الإيرانية وقوات الأمن اشتبكت مع محتجين في عشرات المدن.واندلعت الاحتجاجات في إيران، احتجاجا على وفاة امرأة كردية، مهسا أميني، في حجز الشرطة بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران بسبب ارتدائها لباسا غير محتشم.
بدأت المظاهرات، التي تقودها النساء بشكل أساسي، احتجاجا ضد قوانين الحجاب الإلزامية في إيران، لكنها سرعان ما تطورت إلى احتجاجات ضد حكام الجمهورية الإسلامية وضد النظام نفسه.واندلعت الاشتباكات في أكثر من 80 مدينة إيرانية حتى الآن.رغم قطع الاتصال بالإنترنت في جميع أنحاء البلاد، استمر نشر مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر متظاهرين تلقي السلطات الأمنية الإيرانية القبض عليهم.
تقول مريم، وهو اسم مستعار: "الوضع أسوأ مما تراه في هذه الفيديوهات". وتضيف: "سمعت أحد قادتهم يأمر الجنود بأن يكونوا قساة. الضابطات مروعات بالمستوى ذاته. صفعتني إحداهن ووصفتني بالجاسوسة الإسرائيلية والعاهرة".اطلعت بي بي سي على مقاطع فيديو يأمر فيها القادة عناصر مكافحة الشغب "بعدم الشفقة على المتظاهرين وإطلاق النار عليهم".
كما تظهر مقاطع فيديو أخرى، تحققت منها بي بي سي، قوات الأمن وهي تطلق الرصاص الحي على المتظاهرين وتعتقل عددا منهم.وبحسب وسائل الإعلام الحكومية، توفي أكثر من 40 متظاهرا حتى الآن.ولم تعلن السلطات عدد الأشخاص الذين اعتقلوا منذ بدء الاحتجاجات. لكن المدعي العام في محافظة مازندران الشمالية، قال إن ما لا يقل عن 450 متظاهرا اعتقلوا في الأيام العشرة الأولى من المظاهرات.في حين تقول جماعات حقوق إنسان إن آلاف المتظاهرين اعتقلوا في جميع أنحاء البلاد.
تعليق