أربيل تحتضن اجتماعا ثلاثيا للمكونات السياسية العراقية بهدف حسم الرئاسات

 

 أربيل تحتضن اجتماعا ثلاثيا للمكونات السياسية العراقية بهدف حسم الرئاسات

في خطوة تعدّ مهمة نحو تحقيق الاستقرار السياسي في العراق استضافت مدينة أربيل اجتماعاً ثلاثياً جمع بين المكونات السياسية العراقية الرئيسية ويأتي هذا الاجتماع في إطار الجهود الرامية إلى حسم مسألة الرئاسات وتقاسم السلطة وهي قضايا لطالما أثارت جدلاً واسعاً في البلاد وأعربت الجهات المشاركة عن أملها في التوصل إلى توافق يسهم في تعزيز الوحدة الوطنية ويخفف من الأزمات السياسية التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة

تحتضن أربيل عاصمة إقليم كردستان العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية مما يجعلها واحدة من أبرز المدن التي تلعب دوراً محورياً في الشأن العراقي وقد كان للمدينة تاريخ طويل من استضافة الاجتماعات والمفاوضات التي تهدف إلى فهم المشهد السياسي المعقد في العراق في السياق نفسه، قام الزعماء السياسيون خلال الاجتماع بمناقشة مجموعة من القضايا الرئيسية المتعلقة بتوزيع المناصب السيادية بما في ذلك رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء

لم تكن هذه الاجتماعات مجرد تقارب سياسي فحسب بل كانت أيضاً فرصة للجميع لاستعراض وجهات نظرهم ومصالحهم في جو من الحوار البنّاء حيث أكد المشاركون على أهمية التجديد في أساليب العمل السياسي والتعاون لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد. وأعرب عدد من القيادات عن ضرورة تكاتف جميع الأطراف من أجل تجنب الانقسام الذي قد يعرقل العملية السياسية ويؤثر سلباً على حياة المواطنين

تزامن الاجتماع مع تكثيف الحوارات بين القوى السياسية المختلفة التي تحاول استعادة الثقة فيما بينها كما تم تسليط الضوء على ضرورة تعزيز القوانين المتعلقة بالانتخابات الجارية وهو ما قد يسهم في توفير بيئة أكثر استقراراً خلال العملية السياسية المستقبلية ومن المقرر أن تجري مباحثات أخرى في الأيام القليلة المقبلة لتحديد المسارات اللازمة للوصول إلى نتائج ملموسة

في ختام الاجتماع تم الإعلان عن عزم الجميع على استكمال هذه الحوارات وتحقيق تقدم ملحوظ في ملف الرئاسات فقد أكد الزعماء السياسيون أن العراق بحاجة ماسة إلى حلول جذرية من شأنها معالجة الأزمات المتكررة وتحقيق الأمل في مستقبل أفضل لجميع مكوناته ومن المتوقع أن تُعقد الاجتماعات القادمة في أجواء أكثر تفاؤلاً مع الالتزام بتعزيز الوحدة والأخوة بين جميع مكونات الشعب العراقي

بلا شك إن مثل هذه الاجتماعات تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز السلام والاستقرار في العراق وهو ما يفتح آفاقاً جديدة للمستقبل. يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الحوارات على مسار العملية السياسية وكيف ستستجيب القوى السياسية لهذا النداء الموجه من أربيل