التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات في كردستان العراق
في خطوة تعكس تنوع النسيج الاجتماعي والسياسي في إقليم كردستان العراق و قرر كل من التركمان والمسيحيين المشاركة في الانتخابات القادمة و هذا القرار يحمل في طياته دلالات مهمة على المستويين السياسي والاجتماعي ويبرز تطلعات هذه المجموعات لضمان تمثيلها العادل في العملية السياسية في الإقليم ويعد إقليم كردستان العراق منطقة تتمتع بحكم ذاتي منذ أوائل التسعينيات وقد شهد تطورات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي ورغم التركيز الكبير على القضايا الكردية فإن الإقليم يضم تنوعاً عرقياً ودينياً يشمل التركمان والمسيحيين إلى جانب الأكراد.
التركمان، الذين يعيشون في مناطق مثل كركوك وأربيل و يعتبرون ثالث أكبر مجموعة عرقية في العراق. لديهم تاريخ طويل من المشاركة السياسية في البلاد إلا أن مشاركتهم في العملية السياسية في إقليم كردستان كانت دائماً محدودة ومن جهة أخرى المسيحيون في كردستان يتمتعون بوضع خاص حيث يعتبر الإقليم ملاذاً آمناً لهم بعد تعرضهم للاضطهاد في مناطق أخرى من العراق وقرار التركمان والمسيحيين بخوض الانتخابات يعكس رغبتهم في الحصول على تمثيل عادل يضمن حقوقهم ويعبر عن تطلعاتهم.
و المشاركة في الانتخابات تهدف إلى تعزيز وجودهم في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، مما يتيح لهم فرصة أكبر للمساهمة في صنع القرار وحماية مصالحهم وبالنسبة للتركمان و يعتبر هذا القرار خطوة مهمة نحو تعزيز حضورهم السياسي وضمان حقوقهم في مناطقهم التاريخية ويهدف التركمان إلى تقديم برامج سياسية تركز على قضاياهم الخاصة مثل حقوق الأرض والتعليم والخدمات العامة فضلاً عن تعزيز التعايش السلمي بين مختلف مكونات الإقليم أما المسيحيون، فيسعون من خلال المشاركة في الانتخابات إلى ضمان حماية حقوقهم الدينية والثقافية وتعزيز وجودهم في المؤسسات السياسية بالإضافة إلى ذلك، يهدفون إلى المساهمة في بناء مجتمع متسامح ومتعدد الثقافات، يسوده الاحترام المتبادل بين جميع مكونات المجتمع.
تعليق