الحرائق في العراق .. إهمال لإجراءات السلامة أم فعل فاعل؟

 الحرائق في العراق .. إهمال لإجراءات السلامة أم فعل فاعل؟

تشهد العراق في الشهور الأخيرة زيادة ملحوظة في عدد الحرائق التي تلتهم مساحات واسعة من الأراضي والمباني و هذه الحرائق التي تتنوع مواقعها بين المدن والمناطق الريفية، أثارت الكثير من التساؤلات حول أسبابها الحقيقية فـ هل هي نتيجة لإهمال إجراءات السلامة أم أنها جزء من مؤامرة مدبرة؟ هذا السؤال يقف في محور النقاشات الساخنة بين المواطنين والمسؤولين ورغم أن هذه النظريات قد تبدو بعيدة الاحتمال للبعض، إلا أن تاريخ العراق المليء بالتوترات السياسية والصراعات يجعل مثل هذه الفرضيات قابلة للنقاش و بعض الحوادث تظهر علامات غموض وتحتاج إلى تحقيقات موسعة للكشف عن الحقائق.


من أبرز الأسباب التي تُطرح عند مناقشة أسباب الحرائق في العراق هو الإهمال الجسيم لإجراءات السلامة و تشير التقارير إلى نقص شديد في تطبيق معايير السلامة في العديد من المنشآت سواء كانت تجارية و صناعية أو حتى سكنية و غالبًا ما تكون المباني غير مجهزة بأنظمة إطفاء الحرائق الحديثة وتعاني من سوء الصيانة وغياب خطط الطوارئ الفعّالة وأضف إلى ذلك أن التعليم والتوعية بأهمية إجراءات السلامة ما زالت غير كافية فالكثير من المواطنين يفتقرون إلى المعرفة الأساسية بكيفية التصرف في حالات الطوارئ مما يزيد من احتمالية وقوع الكوارث وتفاقمها.

لا يمكن إغفال دور التغيرات المناخية والجفاف المستمر في زيادة احتمالية حدوث الحرائق ودرجات الحرارة المرتفعة والجفاف يؤديان إلى جفاف النباتات والأشجار مما يجعلها عرضة للاشتعال بسهولة و هذا العامل الطبيعي يزيد من حجم المشكلة و لكنه لا يعفي البشر من مسؤولياتهم وفي مقابل نظرية الإهمال هناك من يعتقد أن الحرائق هي نتيجة لأفعال متعمدة و تُطرح نظريات المؤامرة بشكل متزايد في الأوساط الشعبية حيث يعتقد البعض أن هناك جهات معينة تستفيد من إشعال الحرائق لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية وقد تكون هذه الجهات محلية أو دولي و تسعى لزعزعة الاستقرار في العراق أو استغلال موارد معينة بعد تدمير الأراضي.