هواجس من عودة داعش إلى الواجهة بعد هجماته الأخيرة
شهدت مناطق متعددة في الشرق الأوسط تصاعداً في هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مما أثار مخاوف واسعة من عودة التنظيم الإرهابي إلى الواجهة بعد فترة من الهدوء النسبي وهذه التطورات تطرح تساؤلات حول قدرة داعش على إعادة تجميع صفوفه وتنفيذ عمليات جديدة وتأثير ذلك على الأمن الإقليمي والدولي وشهدت الأشهر الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في هجمات داعش خاصة في العراق وسوريا وهذه الهجمات استهدفت القوات الأمنية والمدنيين والبنية التحتية الحيوية مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا وأثار حالة من الذعر بين السكان.
تركزت الهجمات على مناطق ذات أهمية استراتيجية، مثل المنشآت النفطية ونقاط التفتيش العسكرية وهذه الأهداف تشير إلى محاولة التنظيم لشل القدرات الأمنية والاقتصادية للدول المتضررة، واستعادة السيطرة على المناطق التي فقدها في السنوات الماضية وأحد الأسباب الرئيسية لعودة داعش هو الفراغ الأمني في بعض المناطق خاصة بعد تراجع التواجد العسكري للقوات الدولية وهذا الفراغ يوفر بيئة مناسبة للتنظيم لإعادة تنظيم صفوفه وتجنيد عناصر جديدة والصراعات الداخلية والانقسامات السياسية في دول مثل العراق وسوريا تعزز من قدرة التنظيم على التغلغل واستغلال الفوضى لتحقيق أهدافه و الانقسامات الطائفية والعرقية تسهم في خلق حالة من عدم الاستقرار و تجعل من الصعب مواجهة التنظيم بشكل موحد وفعال ولمواجهة التهديد المتجدد لداعش تحتاج الدول المتضررة إلى تعزيز قدراتها الاستخباراتية، وذلك من خلال تطوير نظم المعلومات ومراقبة التحركات المشبوهة للتنظيم. التعاون الدولي في تبادل المعلومات يلعب دوراً حيوياً في التصدي للهجمات الإرهابية قبل وقوعها.
تتطلب مواجهة داعش تعاوناً دولياً مستمراً، خاصة بين الدول المتضررة والدول الكبرى التي تملك القدرات العسكرية والاستخباراتية المتقدمة. يجب أن يكون هناك تنسيق مستمر في العمليات الأمنية وتبادل المعلومات لضمان فعالية الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب وإعادة بناء المناطق التي دمرت خلال الحروب ضد داعش تعتبر خطوة أساسية في منع عودة التنظيم. تحسين الظروف المعيشية للسكان وتوفير الخدمات الأساسية يسهم في تقليل الفقر واليأس مما يحرم داعش من البيئة الخصبة لتجنيد عناصر جديدة وعودة نشاط داعش يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي حيث يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف وزعزعة استقرار الدول المجاورة و هذا الأمر قد يؤدي إلى موجات جديدة من النزوح والهجرة غير الشرعية مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في المنطقة ولا يقتصر تهديد داعش على الشرق الأوسط فقط بل يمتد ليشمل الأمن الدولي و الهجمات الإرهابية التي يشنها التنظيم يمكن أن تستهدف مصالح دولية مما يعيد إلى الأذهان المخاطر التي يشكلها الإرهاب على المستوى العالمي.
تعليق