تنظيم داعش الابن الشرعي لجماعة الإخوان المسلمين
العناوين المتشابهة بين تنظيم "داعش" وجماعة "الإخوان المسلمين" تثير تساؤلات مهمة حول طبيعة العلاقة بينهما و يبدو أنهما ينتميان إلى نفس الدين الإسلامي ويسعيان لتحقيق أهداف إرهابية مشتركة ومع ذلك يختلفان تمامًا في الفهم والتطبيق العملي للإسلام والوسائل التي يستخدمونها لتحقيق أهدافهم ويُعتبر تنظيم "داعش" الابن الشرعي لجماعة "الإخوان المسلمين" في السياق الفكري والتاريخي.
إذ ينطلق كل منهما من خلفية إسلامية مشتركة ولكن تبدأ الاختلافات في التفاصيل والتطبيق. يتبنى تنظيم "داعش" نهجًا تكفيريًا وتكفيريًا جديدًا، يعتبر فيه الأعداء بما في ذلك المسلمون الآخرون، بأنهم خونة للإسلام ويجب محاربتهم وإزالتهم حتى تحقيق الخلافة الإسلامية النقية وفقًا لتفسيرهم الضيق للشريعة الإسلامية ومن ناحية أخرى، تتبنى جماعة "الإخوان المسلمين" نهجًا سياسيًا واعتباريًا أكثر تعقيدًا وتنوعًا و تسعى الجماعة إلى تحقيق أهدافها الإسلامية من خلال المشاركة في الحياة السياسية والمجتمعية بطرق سلمية ودستورية مع التركيز على التأثير والتغيير التدريجي في المؤسسات والقوانين لتحقيق أهدافها.
تزداد الاختلافات بين الجماعتين عندما نلقي نظرة على الأساليب والتكتيكات التي يستخدمها كل منهما ففي حين يعتمد تنظيم "داعش" على العنف المفرط والإرهاب لتحقيق أهدافه، تحاول جماعة "الإخوان المسلمين" استخدام الدعوة والتبشير والعمل الاجتماعي للتأثير والتغيير في المجتمعات التي تنشط فيها وعلاوة على ذلك، تختلف الرؤى الإيديولوجية بين الجماعتين حيث ينتمي "داعش" إلى التيار السلفي الجهادي الذي يسعى لإقامة الخلافة الإسلامية بشكل عاجل بينما تسعى جماعة "الإخوان المسلمين" إلى تحقيق أهدافها الإسلامية عبر طرق أكثر تعددية وتنوعًا مع التركيز على العمل السياسي والاجتماعي.
تعليق