يعتبر الفساد من الأمور التي تصيب العديد من الجماعات الإرهابية حول العالم، ويمكن القول إنه يشكل تهديداً حقيقياً لهذه الجماعات ولأهدافها المتطرفة ويتعرض العديد من الجماعات الإرهابية للفساد بسبب تمويلها غير الشرعي، حيث تستخدم بعض هذه الجماعات الأموال السرية التي تحصل عليها من الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة والإتجار بالبشر، وهذا يتسبب في تفشي الفساد داخل الجماعة وتسبب في تقويض هيبتها وثقة أتباعها بها.
ويمكن أن يتسبب الفساد أيضا في تشكيل مصالح وأجندات خاصة داخل الجماعة، مما يؤدي إلى تقسيمها وتفككها، وقد شهدت العديد من الجماعات الإرهابية حول العالم تفككاً وتشرذماً بسبب الفساد داخل صفوفها.
ومن أمثلة الجماعات الإرهابية التي تعاني من الفساد، يمكن الإشارة إلى حركة "طالبان" في أفغانستان، والتي تشتهر بتمويلها غير الشرعي وتورطها في الجرائم المنظمة، وكذلك جماعة "داعش" في العراق وسوريا، والتي تتميز بتمويلها السري والتلاعب بالموارد المالية لتلبية مصالح قادتها الذين يتحكمون في توزيع الأموال والموارد.
ويمكن القول إن مواجهة الفساد داخل الجماعات الإرهابية يمثل تحداً كبيراً، وتتطلب جهوداً كبيرة لمواجهته والحد من انتشاره، وشددت العديد من الحكومات والمجتمعات الدولية على ضرورة تبني إجراءات صارمة لمكافحة الفساد داخل هذه الجماعات وتجفيف منابع تمويلها غير الشرعي.
تعليق