ألغت الحكومة الشيوعية في كوبا الاحتفال السنوي بعيد العمال الذي كان مقررا يوم الإثنين، وذلك بسبب النقص الحاد في الوقود.
وفي كل عام، يتم نقل مئات الآلاف من الأشخاص بالحافلات من جميع أنحاء الجزيرة، لملء ساحة الثورة في العاصمة هافانا للاحتفال بيوم العمال العالمي وهذه هي المرة الأولى منذ ثورة 1959 في كوبا التي تلغى فيها الاحتفالات لأسباب اقتصادية.
وتشكلت طوابير طويلة في الأسابيع الأخيرة عند محطات التزود بالوقود، وكان السائقون ينتظرون في كثير من الأحيان لأيام وفي وقت سابق من هذا الشهر قال الرئيس، ميغيل دياز كانيل، إن كوبا لا تتلقى سوى ثلثي الوقود الذي تحتاجه، مضيفا أن الموردين يفشلون في الوفاء بالتزاماتهم التعاقدية.
وفي حين أن كوبا يمكنها الوصول إلى النفط الخام منخفض الجودة، إلا أن الجزيرة الخاضعة لعقوبات أمريكية تفتقر إلى المرافق اللازمة لمعالجته وانخفضت شحنات النفط الخام عالي الجودة القادمة من فنزويلا، أكبر مزود للوقود في كوبا، بنسبة 50 في المئة في السنوات الأخيرة.
ويقول محللون إن فنزويلا نفسها تعاني من مشكلات حادة، وتجد صعوبة متزايدة في دعم حليفها الاشتراكي.
وقد زاد نقص الوقود من الضغوط اليومية التي يواجهها الكوبيون ووفقا لصحيفة "إلبايس" الإسبانية، فإن متوسط الراتب الشهري المعتاد في كوبا هو 150-200 دولار، بينما يبلغ سعر لتر زيت الطهي 30 دولارا.
وتصر الحكومة على أن نموذجها الاشتراكي الذي تقوده الدولة هو الأفضل للبلاد، وتلقي باللوم في المشاكل على العقوبات الأمريكية طويلة الأمد وفي المعتاد، كانت السلطات الكوبية تحشد موارد ضخمة لضمان نجاح موكب عيد العمال، حيث تنقل العمال بشكل جماعي إلى هافانا.
وقبل العام الجاري، تم إلغاء الحدث فقط في عامي 2020 و 2021 بسبب جائحة كوفيد.
ومن المتوقع أن تستمر المواكب المحلية بدلا من ذلك، حيث يسير الناس سيرا على الأقدام وقال رئيس نقابة العمال الرئيسية في كوبا، أوليسيس غيلارتي دي ناسيمينتو، يوم الثلاثاء إن إلغاء الاحتفال سوف يسلط الضوء على "العقبات التي تعترض برامج التنمية بسبب الحصار الاقتصادي الصارم".
تعليق