عجائب الدنيا السبع القديمة يعود السبب وراء عدم بقاء معظم معالم عجائب الدنيا السبع القديمة قائمةً حتى الآن إلى العديد من الأسباب المختلفة التي مرّت عبر التاريخ؛ سواء تلك التي من فعل الإنسان كالحروب، أو بفعل العوامل الطبيعة كالزلازل وعوامل الطقس، إلا أن تلك المعالم والعجائب لا تزال حاضرة في عقول الناس ومخيّلاتهم حتى بعد مرور فترة طويلة على زوالها، وذلك من خلال سرد القصص المختلفة عنها وتخيّل الهيئة التي كانت عليها.
[١] هرم خوفو
يعد هرم خوفو أو هرم الجيزة (الاسم الحديث: الهرم الأكبر) المَعلَم الوحيد الباقية آثاره حتى يومنا هذا من عجائب الدنيا السبع القديمة، إذ يقع في القاهرة الجديدة في مصر وتحديداً في محافظة الجيزة. تمّ البدء ببناء هذا الصرح المعماري العظيم في عهد الفرعون خوفو واستمر بناؤه ما يُقارب 20 عاماً ليتم الانتهاء منه في العام 2560 قبل الميلاد، ويحتل الهرم المرتبة الأولى ضمن ترتيب أقدم عجائب الدنيا السبع القديمة، واختلفت آراء الباحثين حول طريقة بناء هذه الأعجوبة الهندسية؛ حيث أدى الحجم الهائل لهذا الهرم والدقة العالية في بنائه إلى ظهور العديد من النظريات التي تتحدث عن كيفية بنائه وإنشائه، والتي يشير بعضها إلى أن ما يقارب من عشرين ألفاً من العمال عملوا بشكل مُستمر وبجهد منقطع النظير لمدة عشرين عاماً لاستكمال بناء هرم الجيزة
.[٢] يُعتبر هرم الجيزة واحداً من ثلاثة أهرامات خُصّصت لفرعون مصر القديم خوفو وزوجاته، فهو يضم العديد من الممرات الداخلية والغرف التي يُعتقد أنه تم بناؤها لتضم تابوت الفرعون وما قد يحتاجه للعيش في الحياة الأخرى -كما كان يعتقد الفراعنة-، وقد تم بناء هذا الهرم من عدد كبير من الكتل الحجرية هائلة الوزن، فيُعتقد أنه يتكون من حوالي 2.3 مليون حجر من الأحجار الكبيرة التي يتعدى وزن الواحدة منها 2 طن، ويصل بعضها إلى 15 طناً، واختلفت الدراسات والنظريات في كيفية رفع هذه الكتل الحجرية إلى ارتفاعات عالية، حيث بَلغ ارتفاعه عن سطح الأرض ما يُقارب من 146م، لكن زوال قمته أدى إلى جعل طوله 139م تقريباً
حدائق بابل المعلقة تُعتبر حدائق بابل المعلقة الحدائق الملكية الخاصة بالملك نبوخذ نصر الثاني، وإحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد تم بناؤها في مدينة بابل العراقية، بينما تُشير بعض الروايات الأخرى إلى أنها كانت تقع في محافظة نينوى، وتعددت الروايات والقصص التي تصف عظمة البناء وروعته في تلك الحدائق؛ حيث تشير إحدى الروايات التي تُنسب إلى المؤرخ اليوناني هيرودوت أن حدائق بابل كانت مُحاطة بجدران خارجية بلغ طولها 90 كم، وسمكها ما يُقارب 24م وارتفاعها 97.5م، فضلاً عن جدرانها الداخلية المزدوجة التي كانت تحوي بداخلها على العديد من أماكن العبادة، والقلاع، والتماثيل المصنوعة من الذهب الخالص، وبعض النظر عن صحة رواية هيرودوت وغيره، إلا أنها تُشير بشكل عام إلى عظمة البناء وروعة التشييد الذي كان يشعر به زائرها، وقد أصبحت هذه الحدائق بذاكرة التاريخ؛ وذلك نتيجة للزلزال الذي ضربها بالقرن الثاني قبل الميلاد.
[٣] تمثال زيوس يُعد ما يُعرف بتمثال زيوس أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد تم بناؤه كتكريم للإله زيوس على يد النحات اليوناني فيدياس (Phedias) وفريق من المعاونين له، وذلك في العام 432 قبل الميلاد في مدينة أوليمبيا اليونانية، كما تمّ نحته في أحد المعابد اليونانية ليبلغ ارتفاعه 12م تقريباً على قاعدة خشبية كبيرة، وقد شكّلت مادتا الذهب والعاج جسم التمثال الذي كان يحمل بيده اليسرى صولجاناً مُرصّعاً بكافة أشكال المعادن، وبيده اليُمنى تمثالاً صغيراً لآلهة النصر الإغريقية التي تحمل اسم نايك ( بالإنجليزية: Nike)، أما العرش الذي يجلس عليه فهو مصنوعٌ من مزيج من الأحجار الكريمة، والذهب، وخشب الأبنوس.
[٤] هيكل آرتميس يعود تاريخ بناء هيكل آرتميس أحد عجائب الدنيا السبع القديمة إلى القرن السادس قبل الميلاد، وتحديداً في العصر الهلنستي، وعلى الرغم من أن بقاياه تشكّل حالياً مجرد بقايا الأساس الذي قام المعبد عليه في مدينة أفسس أو إفسوس التي تقع في تركيا حالياً، إلا أن متحف لندن البريطاني يحتوي في معارضه على بعض من بقايا هذا الصرح، وقد صُنع هيكل أرتيمس بشكل كامل من الرخام واحتوى على العديد من الأعمدة الضخمة، فضلاً عن تلك المحيطة به والتي بلغ عددها 36 عموداً، كما تم إعادة بنائه مرات عديدة، كان أولها في القرن الثاني قبل الميلاد.
[٥] ضريح موسولوس يعد ضريح
موسولوس أحد عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد تم إنشاؤه بعد العام 367م بفترة وجيزة، ويرى البعض أن تشييده يعود إلى موسولوس حاكم إقليم كاريا ومؤسس مدينة هاليكارناسوس -التي تقع في تركيا حالياً- في ذلك الوقت لدفنه به بعد وفاته كمكافأة له على تأسيسه لهذه المدينة، ويحتوي ضريح موسولوس على ثلاثة مكونات رئيسية تُشكله، وهي: القاعة الضخمة التي تحتوي على غرفة المقبرة، ومجموعة من الأعمدة يصل عددها إلى 36 من الطراز الايوني، والهرم الذي يضم 24 درجة، وقد وصل الارتفاع الاجمالي لهذا الضريح إلى ما يُقارب من 43م، كما تم تزيينه بالعديد من النقوش المختلفة التي تحمل معانٍ رمزية كثيرة تُشير إلى الصيد، والمعارك، والتضحيات.
[٦] تمثال رودس يعتبر تمثال رودس التمثال الأطول والأضخم خلال الفترة الهلنستية، وقد تم تشييده في جزيرة رودس اليونانية التي كانت تُعتبر ذات أهمية تجارية واقتصادية، وبدأت قصة إنشاء هذا التمثال عندما أرسل أنتيجونيوس المقدوني قوات لمعاقبة رودس على تحالفها مع بلطيموس الأول ملك مصر، لتستمر الحرب بين الطرفين بعد ذلك مدة عام كامل، وبعد انقضاء هذا العام أرسل بلطيموس الإغاثة لرودس لينهزم جنود أنتيجونيوس الذين كان عددهم 40 ألف مُقاتلاً، مُخلّفين وراءهم عتادهم وأسلحتهم، فباع أهل رودس هذا العتاد الضخم ليتمكنوا من إنشاء تمثال ضخم لشكر آلهتهم على النصر -كما كانوا يعتقدون-، فتم إنشاء تمثال رودس لإله الشمس هيليوس، وقد بقي هذا الصرح شامخاً حتى انهياره بزلزال أدى إلى تحطمه.
[٧] منارة الإسكندرية تُعد منارة الإسكندرية آخر عجائب الدنيا السبع التي تمّ زوالها وتدميرها، نتيجة للعديد من الهزات الزلزالية التي فتكت بها وجعلت معظمها حطاماً، وتقع منارة الإسكندرية في جزيرة فاروس الكائنة ضمن محافظة الإسكندرية في مصر، وقد كان بلطيموس الأول صاحب فكرة إنشائها، ولكن وفاته حالت دون ذلك فبدأ ابنه بأعمال البناء التي استمرت لفترة تُقدر بـ 33 عاماً وبكلفة مادية باهظة جداً، وبعد الانتهاء من أعمال التشييد وصل ارتفاعها إلى 91.44م، لتكون واحدة من أعظم وأطول الصروح البنائية التي شيّدها الإنسان، وقد كانت هذه المنارة تُضاء يومياً من خلال إشعال النار في أعلاها أو قمتِها
تعليق