منذ العام 2006 تأخذ العلاقة بين حزب الله اللبناني وقطر بعدا سياسيا - ماليا لدرجة باتت تتفوق على العلاقة التي تربط بين الحزب وإيران، خاصة فيما يتعلق بالتمويل.
ورغم أن حجم التمويل أو الأسلحة التي تقدمها الدوحة للحزب صعب التقدير، إلا أن خبراء ومحللون أكدوا أن الدعم القطري "يلعب دورا أساسيا في صمود حزب الله لا سيما بعد تراجع دعم طهران التي تعاني بدورها من أزمة مالية طاحنة".
ومع ظهور المزيد من المعلومات عن هذا الدعم، والذي كان آخره الكشف عن صفقة سلاح قطرية لحزب الله، يقول المحلل السياسي اللبناني علي الأمين لـ"العين الاخبارية"، إنه "لا شك أن تقديم قطر السلاح والمال لحزب الله كبير لكن لا أرقام محددة عن حجمها".
وأضاف: "إنما يمكن القول أنه في مرحلة معنية وصل حزب الله إلى درجة قدم فيه المساعدات لإيران من المال القطري".
ويجمع كل من الأمين والمحلل السياسي اللبناني لقمان سليم، على أن "العلاقة بين حزب الله وقطر، بدأت بشكل اساسي عام 2006 بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان عندما زار أمير قطر أمين عام حزب الله بشكل غير معلن ومن ثم تبني الدوحة إعادة الإعمار خاصة في المناطق الخاضعة لنفوذ حزب الله في الجنوب ومراكز دينية تابعة له".
وأضاف أنه "منذ ذلك الحين بدأت أعداد كبيرة من المقربين من حزب الله يذهبون إلى قطر ضمن إطار المنافع المتبادلة".
ويقول سليم : "عمدت حينها قطر إلى منح المساعدات بشكل مباشر إلى حزب الله وليس للدولة اللبنانية، في إشارة واضحة لعلاقة دولة مع ما يفترض أنه تنظيم محلي".
وفيما يؤكد سليم على المساعدات غير المحدودة من السلاح والمال لحزب الله، يصف الأمين العلاقة بين قطر وحزب الله بـ"العلاقة المالية بالدرجة الأولى".
ويشير إلى أن "هذه العلاقة بدأت تترسخ أكثر وأكثر سياسيا عبر ما عرف باتفاق الدوحة بعد أحداث بيروت عام 2008 التي نزل فيها حزب الله بسلاحه إلى الشارع"، وعقد حينها "اتفاق الدوحة" الذي رسّخ اعرافا سياسية أدت شيئا فشيئا إلى إمساك حزب الله بالسلطة في لبنان.
ومنذ اتفاق الدوحة، يحرص حزب الله وحلفاؤه على الحصول على ما يعرف بـ"الثلث المعطل" في الحكومة بهدف السيطرة على أي قرارات قد تؤخذ في مجلس الوزراء.
ومع فرض العقوبات الأمريكية على حزب الله والتضييق عليه عالميا، يشير سليم إلى أن قطر لعبت دور "المنقذ" لهذه المليشيا عبر العمليات التجارية المقنعة من خلال جهات معينة لإيصال الأموال إلى حزب الله أو عبر إرسال المبالغ المالية نقدا إليه".
من جانبه، لفت الأمين إلى أن "دعم قطر لحزب الله هو ضمن اعتمادها خطة دعم الإسلام السياسي، إضافة إلى أنها تحاول لعب دور مفقود لها في المنطقة ودوليا عبر التقارب بين المتناقضين، كحزب الله وإسرائيل مثلا، حتى أنه في مرحلة معينة قد تكون طهران نفسها استفادت ماديا من حزب الله".
وكشفت أسباب انفجار بيروت الذي وقع، الثلاثاء الماضي، والتي تعود لوجود كميات كبيرة من "نترات الأمونيوم" وهي المادة التي سبق أن أعلن عن العثور عليها في منازل قياديين لحزب الله في الكويت وألمانيا، إمكانية أن يكون لحزب الله علاقة بها.
ويقول الأمين: "قد لا يكون له علاقة مباشرة بها إنما لا شك كان له علم بها وسكت على بقائها كل هذه السنوات، وهو الذي يسيطر على جزء كبير من المرفأ ويعرف كل شاردة وواردة فيه، وبالتالي قد يكون استفاد من هذه المادة التي قدرت كميتها بـ2750 طنا".
وكان موقع "فوكس نيوز" الأمريكي كشف أن "قطر هي ممول رئيسي لحزب الله ناقلا عن العميل السابق لعدد من أجهزة الاستخبارات الغربية، جايسون جي، أن عضوا بالعائلة الحاكمة في قطر سمح بمنح أسلحة إلى حزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية".
ويملك جايسون ملف وثائق يثبت تمويل قطر لحزب الله، حصل عليه إبان عمله في الدوحة كعميل سري لأحد أجهزة الاستخبارات ويتضمن الملف معلومات عن صفقة سلاح اشترتها شركة قطرية من أوروبا الشرقية، لصالح حزب الله.
والشهر الماضي، كانت صحيفة "دي تسايت" الألمانية كشفت عن وجود وثائق تثبت أن قطر تمول حزب الله.
وأشارت إلى حصولها على أدلة تؤكد أن "أثرياء قطريين ولبنانيين يعيشون في الدوحة يرسلون أموالاً للحزب في بيروت، وذلك بعلم ودعم من مسؤولين قطريين وعبر منظمة خيرية قطرية".
وأشارت في الوقت عينه إلى معلومات صفقة أسلحة من أوروبا الشرقية لحزب الله كانت تتولاها شركة قطرية.
تعليق