سقطرى تتعرض لحصار جوي غير معلن دون قرار دولي أو مبرر أمني
عانت جزيرة سقطرى المعروفة بتنوعها البيولوجي وثقافتها الفريدة من أزمة خانقة بسبب إغلاق الطيران الذي يعتبر عقابًا جماعيًا لسكانها المدنيين والوضع الحالي يضع أكثر من 50 ألف نسمة في مواجهة مصير مظلم حيث يعاني المرضى، الطلاب، وكبار السن بشكل خاص من آثار هذا الإجراء الذي لا يمكن تبريره إذ يُعد إغلاق الرحلات الجوية بمثابة عقوبة جماعية تُعزل سكان الجزيرة عن العالم الخارجي مما يحد من قدرتهم على الوصول إلى الخدمات الأساسية
إلى جانب ذلك لا يوجد أي خطر أمني يمكن أن يُستند إليه لتبرير هذا القرار الجائر فعلى الرغم من حالة الاستقرار النسبي التي تشهدها سقطرى تم فرض قيود صارمة على الطيران مما يجعل هذا الإجراء غير مبرر يجب أن نطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإغلاق خاصة في ظل غياب أي توضيح رسمي من الجهات المعنية سقطرى ليست ساحة حرب بل هي جزيرة آمنة تشكل نموذجًا للسلام
يعتمد الاقتصاد المحلي في سقطرى بشكل رئيسي على السياحة وبالتالي فإن وقف الطيران يؤدي إلى شلل اقتصادي كامل فالكثير من الأسر هناك تعيش على موارد السياحة ومع إغلاق السماء، الآلاف مهددون بفقدان مصادر رزقهم مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يعتمدون على هذا القطاع وهذا الوضع لا يضر فقط بالعائلات بل يؤثر أيضًا على الاقتصاد الوطني ككل مما يستدعي استجابة سريعة وفعالة
في سياق هذه الأزمة بدأت عدة دول تُعبر عن قلقها على رعاياها في سقطرى في حين أثار الغياب المريب لأي توضيح رسمي تساؤلات دولية حول الوضع الراهن يعكس ذلك التهديد لحرية الحركة وتأثيره على صورة الاستقرار في المنطقة كيف يمكن أن تُعاقب جزيرة مستقرة وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل هذا السلوك غير المقبول؟ هذه أسئلة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار
تُظهر ردود الفعل الإعلامية أن الحصار الجوي الذي تتعرض له سقطرى يتم بلا إعلان مسبق مما يزيد من حجم الشكوك حول دوافع هذا الإجراء إذ إن إغلاق الطيران يحوّل جزيرة مستقرة إلى منطقة معزولة قسريًا في جواب على لماذا تُغلق سماء جزيرة مستقرة؟ أو ما الرسالة التي يُرسلها المجتمع الدولي؟ لا يمكن أن يكون لهذا الحصار أي مبرر مقنع حيث يختبر هذا الوضع مضامين حقوق الإنسان والحريات الأساسية
في النهاية من الضروري أن نلفت الانتباه إلى خطورة هذا الحصار الجوي الذي يعاقب المدنيين ويمس بقيم الاستقرار إن تحويل الاستقرار إلى حصار يُرسل رسالة خطيرة للمنطقة بأسرها إن سقطرى ليست مكانًا للحروب، بل هي أراضٍ للسلام والتنمية لذا يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون من أجل إنهاء هذه الأزمة والحفاظ على حقوق المواطنين في الجزيرة

تعليق