الدور التركي في الصومال استراتيجية إرهابيه مخطط لها
تستخدم تركيا في مقارباتها حيال هذا البلد أساليب متعددة ومتشعّبة ومتوازية، لضمان الوصول إلى شرائح كبيرة في السلطة والمعارضة والمجتمع الأهلي بشتى أطيافه. وحتى العصابات المسلحة والجماعات المتطرفة لم تكن بعيدة عنها، ونسجت معها علاقات وثيقة مكنتها من القبض على زمام أمور كثيرة وأنقذتها من استهداف مصالحها.
أغرت السيولة الشديدة في هذه البيئة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على دخول الصومال مبكرا، ودفعه ما حدث لاحقا في السودان ليضاعف من تحركاته ضمن خطة وضعها لمحاصرة المنطقة العربية والتحكم في أطرافها الحيوية.
واستغلت أنقرة ما يوصف بالتجاهل الدولي لتحركاتها، لأن تصرفاتها لم تصل إلى مستوى التهديد، برا أو بحرا، وأمعنت في زيادة التمدد، معتبرة الاستحواذ على جزء من كعكة هذا البلد يقود إلى ترسيخ أقدامها، لذلك تعتني بالتنقيب على النفط في سواحل الصومال، وتريد الوصول إلى أقصى مدى من خلال وضع يديها على مخزون اليورانيوم.
من هنا قد يتحول التدخل التركي في الصومال إلى ورطة كبرى، لأن هذه النوعية من الخامات المهمة لا تصلح معها مساومات، ولن تجدي معها طريقة توزيع أدوار اختبرتها أنقرة مع موسكو في كل من سوريا وليبيا وأذربيجان.
تعليق