هبطت الليرة التركية نحو 0.8% أثناء التعاملات، الأربعاء، مسجلة أدنى مستوى
منذ مايو/أيار الماضي، وواصلت العملة التركية التراجع مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان عن التصعيد بعد مقتل جنود له، الأسبوع الجاري، في سوريا، يهدد أردوغان ويتوعد
ويزج بمزيد من الحشود العسكرية لإنقاذ مليشياته في إدلب، التي تتهاوى تحت ضربات الجيش
السوري إلا أن ما غاب عن ذهن الرئيس التركي أو ما تعامى عنه هو تأزم الوضع الاقتصادي
في بلاده.
وقتل 13 جنديا تركيا في محافظة إدلب في أسبوع واحد في قصف من قوات الحكومة السورية
أثار قلقا من اتساع الصراع بين البلدين، وبحلول الساعة 1710 بتوقيت جرينتش سجلت العملة
التركية 6.0520 مقابل الدولار الأمريكي، منخفضة 0.6% عن الإغلاق السابق البالغ
6.0170.
التراجع المستمر لليرة التركية منذ عامين تقريبا سجل انخفاضا جديدا نحو
0.6% مقابل الدولار للمرة الأولى منذ مايو/أيار الماضي مع تنامي مخاوف المستثمرين
من استقرار السوق التركية الذي يعززه رعونة أردوغان التي لا تنتهي.
لم تفلح الإجراءات الحكومية التركية المستمرة في إنقاذ الليرة والتي شملت فرض
قيود على الصرف الأجنبي ومتطلبات الاحتياطات فضلا عن لجوء بنوك حكومية لبيع الدولار
لدعم العملة لكن دون جدوى.
هذه الأجواء غير المستقرة ألقت بظلالها على حالة الاقتصاد التركي المتداعي من
تضخم أسعار وعملة منهارة والمواطن التركي وحدَه هو من يتحمل فاتورة أطماع أردوغان في المنطقة التي لم تجلب له سوى المزيد من
الهموم والأعباء.
وفي حال استمرار تراجع أسعار الليرة عن مستوياتها الحالية خلال الشهر الجاري،
أو جزء منه فإن البلاد على موعد مع رابع ارتفاع على التوالي في أسعار المستهلك (التضخم)
داخل الأسواق المحلية ما يعني تأثيرات على مؤشرات سعرية أخرى.
يعيش الاقتصاد التركي على وقع أزمة عملته المحلية منذ أغسطس/آب 2018، وسط عجز
الحكومة المحلية والمؤسسات الرسمية عن وقف تدهورها، على الرغم من رزمة إجراءات وتشريعات
متخذة للصعود بالليرة مقابل الدولار دون جدوى..
تعليق